مجلة الوعي السياسي تحوار أنس القرعان أصغر مترشح في الانتخابات الألمانية
تستضيف مجلة الوعي السياسي، الصادرة عن مركز المواطنة؛ أنس القرعان، أصغر مترشح في الانتخابات البرلمانيّة الألمانية السابقة عن سن 18 عام، وهو حاليًا رئيس برلمان الشباب في ولاية شمال راين-وستفاليا الألمانيَّة، ورئيس قطاع الشباب في حزب الخضر، ويعمل موظف في وزارة الاقتصاد الألمانيّة.
🎤 حاوره عبدالله الجبور: مرحبا أنس، شكرًا جزيلاً لك على قبول الدعوة لإجراء هذا الحوار في مجلة الوعي السياسي، ونطلب منك أن تتكرم وتعرّف قرّاء المجلة على نفسك.
🔊 أنس القرعان: أهلاً وسهلاً بكم، اسمي أنس مدين القرعان والدي من مدينة الطيبة في شمال الأردن، ولكنه هاجر إلى مدينة “دوسلدورف” الألمانية، وهي المدينة التي ولدت فيها عام 2003، وبدأ فيها اهتمامي بالعمل السياسي والذي تدرّج بداية من المدرسة، تحديدًا في حصة السياسية التي كنا ندرسها، ولاحقًا من خلال البرلمان البلدي ومن ثم البرلمان الشبابي.
🎤 ما هي حصة السياسة في المدرسة وماذا يتعلمون بها الطلبة؟
🔊 أنس القرعان: لدينا مادة تدريسية عنوانها (السياسة) نتعرّف ونتعلّم من خلالها على القوانين ونظام الحكم وآليات صناعة القرار ومراحلها، والموازنة العامّة وكيفية صرفها، بالإضافة إلى الضرائب والرواتب وكيفية صرف الضرائب وعلاقتها بالحماية الاجتماعية للمتعطلين عن العمل، كما تحتوي مساق تعليمي لمستويات الحكم على المستوى البلدي وعلى مستوى الولاية وعلى مستوى الدولة وآليات الانتخابات.
🎤 هذه الحصة السياسية تكون لجميع الطلبة أم لمستويات تعليمية محددة؟
🔊 أنس القرعان: بحسب المدارس، تبدأ أحيانًا من الصف الرابع الابتدائي (9 سنوات)، ولكن المتعارف عليه في جميع المدارس أنها تبدأ من الصف السادس الابتدائي (11 سنة)، وفي حال وجود اهتمام أكبر من الطالب بدراسة السياسية، يمكنه زيادة الساعات المخصصة للمادة في مرحلة الصف الثامن (13 سنة) ليؤهل نفسه لدراستها لاحقًا في الجامعة إن رغب بذلك.
🎤 عندما كنت في سن 15 بدأ اهتمامك في العمل البلدي، ومن خلاله بدأ اهتمامك أكثر بالعمل السياسي، نرجو أن تحدثنا أكثر عن هذه المرحلة
🔊 أنس القرعان: في البداية كان لدي رغبة بممارسة العمل السياسي الحر قبل الانضمام لحزب محدد، وذلك للتعرّف أكثر على الشأن السياسي والممارسة السياسية، ليكون لدي اختيار الحزب الذي يتناسب مع أهدافي وتطلعاتي، فوجدت أن أتعرف على ذلك من خلال برلمان البلدية للشباب، وقد ترشحت له عام 2019، من خلال برنامج عمل وبيان انتخابي ومنشورات وأصبحت نائب في برلمان البلدية.
🎤 هل ترشحت للانتخابات البلدية بشكل فردي أم كنت ضمن قائمة أو مجموعة؟
🔊 أنس القرعان: يعيش في نطاق البلدية في مدينتي “دوسلدورف” ما يقارب 600 ألف شخص، وهي مقسمة إلى 10 أحياء، ويتم توزيع المقاعد البلدية على نسبة عدد سكان كل حي، على سبيل المثال إذا كان عدد سكان الحي 20 ألف، يخصص له 2 من المقاعد، بينما إذا كان عدد سكان الحي 100 ألف، يخصص له 4 مقاعد، والحي الذي أعيش فيه من أكبر الأحياء وقد خصص له 4 مقاعد، كنت من بين 8 شباب متنافسين على المقعد، ولأني ناشط في العمل المدني من خلال البرامج التطوعية والأندية، كنت معروفًا بالحي، وساعدني نشاطي الاجتماعي في الحصول على عدد أصوات أكبر والحصول على المقعد البلدي لفئة الشباب.
🎤 بعد حصولك على مقعد المجلس البلدي، ماهي المهام التي تقومون بها؟ وما هو الدور السياسي في عملك البلدي؟
🔊 أنس القرعان: بعد استعراض نتائج الانتخابات والتعرّف على الفائزين، نحصل على برنامج تأهيلي مكثّف بحضور مسؤول حكومي، من خلاله تبدأ عملية استلام مهام كل حي من الأحياء، ونتعرّف من خلاله على طبيعة عمل البلدية ونطاق مسؤوليتها، وما هي الأشياء التي يمكننا تغييرها وتطويرها، ومن ثم نقوم بوضع الخطة السنوية، وهذه أمور تساعد في اكتساب مهارات تقييم الاحتياجات وبناء العلاقات.
🎤 أنت أيضًا عضو في برلمان الشباب على مستوى الولاية، هل كانت تجربتك في العمل البلدي بداية العمل البرلماني للشباب؟ وكيف أصبحت رئيس برلمان الشباب؟
🔊 أنس القرعان: نعم صحيح، بعد فترة قصيرة من العمل في برلمان البلدية، بدأت بالانتقال نحو مستوى أعلى، وهو برلمان الشباب، وهي المرحلة التي اخترت من خلالها الانضمام لحزب الخضر، بعد أن تعرّفت على الأحزاب الموجودة وتوجهاتها وبرامجها، وهذا الأمر ساعدني في الترشح لرئاسة برلمان الشباب، وقد حصلت على أعلى نسبة تصويتية، والآن أصبح لدي عامان في رئاسة البرلمان.
🎤 ما هو أصغر سن مسموح به للإنضمام لحزب سياسي في ألمانيا؟
🔊 أنس القرعان: هناك أحزاب مثل حزب الخضر تبدأ من سن 14 عام، ولكن السن المتعارف عليه هو 16 عام، وقطاع الشباب في الحزب هو للفئة العمرية ما بين 16-28 عام، وأنا أعتبر من أصغر الأعضاء في الحزب ومع ذلك ترأست قطاع الشباب في الحزب.
🎤 فيما يتعلق بالانتخابات البرلمانية العامة “البوندستاغ” في ألمانيا، لقد كنت أصغر مترشح في الانتخابات، ما هي الدوافع التي جعلتك تترشح للانتخابات وكيف جرت عملية الترشح لتمثيل حزب الخضر؟
🔊 أنس القرعان: هناك جانب مهم وديمقراطي بالحزب الذي أنتمي له وهو حزب الخضر، حيث أن الحزب لا يمانع ترشح الشباب للانتخابات البرلمانية في سن مبكر، بينما هناك أحزاب في ألمانيا تفضل أن يكون للمترشح خبرة ولو قليلة على سبيل المثال أن يكون في سن 21 أو 23 عام، وعند اقتراب موعد الانتخابات، تعرفت على السياسيين المرشحين، فلم أجد من بينهم أصوات شابة ولم أجد أصوات تمثل المهاجرين على سبيل المثال، وكان أغلب المشاركين من فئة كبار السن يمثلون طبقة الأطباء والمهندسين والأساتذة الجامعيين، فقررت حينها أن أتقدم بترشيح نفسي، وكنت لا زلت في سن 17 عام، وتوجهت إلى الحزب وعرّفت الحزب بنفسي وباهتمامي السياسي، ورحّب الحزب بذلك، وخضت حملتي الانتخابية في سن 17 حيث أكملت السن القانونية 18 عام قبل موعد الانتخابات بأيام قليلة، وكان هذا ملفت لانتباه الكثيرين ومحل ترحيب من أعضاء الحزب.
🎤 بالرغم من أنك كنت قريب من الحصول على مقعد، ولكن لم يحالفك الحظ بذلك، هل تحدثنا عن سير العملية الانتخابية وحالة حزبك في نتائج الانتخابات ومرحلة ما بعد الانتخابات؟
🔊 أنس القرعان: كان البيان الانتخابي لحزب الخضر يركّز على قضايا البيئة والطاقة الخضراء المتجددة، وتحسين المستوى المعيشي من خلال زيادة الأجور، ودعم التعليم الجامعي للشباب وتحديث البناء المدرسي، وتطوير وسائل النقل بين المدن والاعتماد على السيارات الكهربائية.
فيما يتعلق بنتائج الحزب في الانتخابات، كان حزب السيدة ميركل – الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU) يسيطر منذ 16 سنة، بالتحالف مع حزب الديمقراطي الاجتماعي SPD، وهذه السيطرة كانت بالنسبة لنا سلبية وضعيفة من حيث الإنجازات، خصوصًا في مجال التكنولوجيا والاتصالات الرقمية. والانتخابات أحدثت تغيير كبير، وغيرت المشهد السياسي، حيث صعد الحزب الاشتراكي، ونحن في حزب الخضر حصلنا على 118 مقعد من أصل 735 ونحن ضمن الإئتلاف الحكومي (الاشتراكيون الديمقراطيون وحزب الخضر والليبراليون)، ولدينا 6 حقائب وزارية مهمّة مثل وزارة الخارجية، والاقتصاد والمناخ، وشؤون الأسرة والمسنين والمرأة والشباب، بالإضافة إلى الغذاء والزراعة.
🎤 وبعد حصولكم على هذه الوزارات، ماهي اهتماماتك وأولوياتك السياسية الآن؟
🔊 أنس القرعان: كما قلت سابقًا، أن لست فقط رئيس برلمان الشباب، أيضًا أترأس القطاع الشبابي في حزب الخضر، وهناك انتخابات قادمة وسأركّز عليها وسأعمل على وضع خطة مع زملائي لتطوير عمل الحزب وتقويته. من ناحية أخرى أسعى إلى تطوير برلمان الشباب ليكون أكثر قوة وتأثير في جميع الولايات.
🎤 شكرًا لك أنس على هذه المقابلة الممتعة، تعرفنا من خلالها على تجربتك وعلى العمل السياسي والحزبي في ألمانيا.
🔊 أنس القرعان: شكرًا لكم على هذه المقابلة، نتطلع إلى رؤيتكم قريبا في الأردن أو في ألمانيا.
© مجلة الوعي السياسي، العدد (2) شتاء 2023.
