المشاركة السياسيَّة للمرأة

*لين ملكاوي – مجلة الوعي السياسي

تكون التنمية السياسية فعالة عندما يكون المواطنون في صلب عملية صنع القرار، وشركاء حقيقيين في العملية التنموية في مجتمعاتهم.

هل يشكِّل نظام الكوتا فرصة التمثيل السياسي للمرأة أم أنه يشكل عائقا أمام المشاركة السياسية الفاعلة لها على المدى البعيد؟

حصلت المرأة على حق التصويت في الأردن عام 1974، ولكن تم إدخال نظام الكوتا للمشاركة البرلمانية في عام 2003. يوجد حاليًا مقعدا مخصصًا للإناث في كل من ال 12 محافظة ، بالإضافة إلى 3 مقاعد في دوائر البادية (الجنوبية والوسطى والشمالية).

أسفرت الانتخابات البرلمانية لعام 2020 وصول 15 سيدة إلي البرلمان من أصل 130 برلماني منتخب، أي ما يمثل 11.5٪ من إجمالي عدد أعضاء مجلس النواب، وهي أقل من مستوى المشاركة العالمية للمرأة في البرلمانيات على المستوى الوطني الذي بلغ 24.5٪ في عام 2019.

أشار تحالف “عين على النساء” إلى أن عدد الناخبين والناخبات بلغ (1.387.698) ، وبلغ عدد الناخبات منهم 638.070 ألف ناخبة بنسبة 46٪ من إجمالي الناخبين بينما كان عدد الناخبين الذكور 749618 ناخبًا بنسبة 54٪.

إن انعدام الثقة وضعف الموارد المالية (بسبب انخفاض نسبة مشاركة المرأة الاقتصادية) ونقص الدعم من الأسرة بعض الأسباب الرئيسية لعدم مشاركة المرأة في السياسية. من أجل زيادة مشاركة المرأة في الشأن العام، يجب أن نعمل على حل جذر المشاكل التي تمنع ذلك.

قانون الانتخاب الحالي , القوائم النسبية المفتوحة, تتيح لكل قائمة عدد محدد من المقاعد بالنسبة التي حصلت عليها ، وتتاح للمرأة فرصة الفوز بشكل تنافسي أو من خلال الكوتا. في هذا النظام، ليس من مصلحة الرجال إدراج نساء قويات معهن في القائمة لأنهم لا يريدون للمرأة أن تأخذ مكانهم في المقعد التنافسي ويريدون لها الفوز من خلال الكوتا.

أقترح في هذا المقال الانتقال إلى نظام قائمة zipper حيث يتناوب الرجال والنساء في القائمة بتمثيل متساوي، وهذا يجبر القوائم السياسية على اختيار مرشحات مؤهلات يشاركونهم رؤيتهم للتغيير والتي يمكن أن تزيد من فرصهم في الفوز معًا. فرنسا أحد البلدان التي تطبق نظام ال zipper list

المشاركة السياسية للمرأة هي انعكاس لمشاركة المرأة في المجتمع في جميع جوانب صنع القرار إن كانت اقتصادية أو ومن خلال المجتمع المدني. إنشاء المزيد من القيادات النسائية في جميع جوانب المجتمع؛ سيزيد نسبة وصول المرأة للمناصب العامة.

من أجل إحداث تغيير حقيقي، يجب إحداث تغيير جذري في كيفية النظر إلى النساء داخل المجتمع، وكيفية إعدادهن للمناصب العامة بأفضل طريقة. يمكن للمرشحين المنتخبين من خلال نظام  zipper list تلقي برامج التوجيه والتدريب لتعزيز معرفتهم السياسية طيلة فترة الخدمة. كما يجب أن تكون هناك تغييرات في المناهج التعليمية لإدخال الثقافة السياسية والتعرف على التيارات السياسية المختلفة والتوجهات المختلفة من يمين ويسار ووسط. كما يجب أن يلعب الإعلام دورًا أكبر في خلق حوار العام حول أهمية المرأة في مختلف المجالات.

على الرغم من أن نظام zipper list ليس حلاً طويل الأمد، إلا أنه يمكن أن يساهم في التمثيل السياسي للمرأة بشكل أفضل من نظام الكوتا، ويكون بداية لدور أكثر تقدمًا للمرأة في الحياة العامة.

_________________________________________

*ناشطة اجتماعية وسياسية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى